الأردن يسعى لتنويع خيارات استيراد الطاقة

• 
  
• 
  
• 
  
• 
  

امرأة تسلّم الغاز لأحد الزبائن في عمان. هبطت كميات الغاز الموردة من مصر بنسبة 64 في المائة خلال هذا العام، ما اضطر الأردن إلى البحث عن مصادر أخرى للطاقة. [علي جاركجي/رويترز]

مع تنامي قيمة فاتورة استيراد البترول من الخارج وتراجع إمدادات
الغاز المصري، يسعى الأردن لتنويع خياراته في استيراد الطاقة، بحسب قول
مسؤولين أردنيين.

وتظهر البيانات الحكومية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة وصول
فاتورة استيراد الطاقة إلى 3 مليارات دينار (4.2 مليار دولار) في الشهور
العشرة الأولى من العام الحالي مسجلة ارتفاعاً بنسبة 54 في المائة عن ذات
الفترة من العام 2010.

وتسبب انقطاع إمدادات الغاز الطبيعي المصري بارتفاع ملحوظ في قيمة
مستوردات المملكة من الطاقة لتعويض حجم الفاقد، حيث ضربت 10 تفجيرات خطوط
الغاز الموردة للأردن في الأراضي المصرية خلال العام 2011 هبطت بالكميات
الموردة بنسبة 64 في المائة.

ووقع التفجير العاشر والأخير لخط الغاز المصري صباح الأحد، 18
كانون الأول/ديسمبر الجاري، ولكن من دون إحداث حريق نظراً إلى أن الخط لم
يكن يورد أية إمدادات من الغاز منذ التفجير التاسع في 28 تشرين
الثاني/نوفمبر.

وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، قتيبة أبو قورة، أمام
اللجنة المالية والاقتصادية في مجلس النواب في 13 من الشهر الجاري إن
فاتورة خسائر انفجارات الغاز المصري بلغت 1.8 مليار دينار (2.5 مليار
دولار).

وأوضح أبو قورة أن "استراتيجية الطاقة المقبلة لن تعتمد على الغاز
المصري"، مشيرا إلى أن "هناك عدة زيارات ستكون إلى الدول الخليجية
والسعودية لبحث إمكانية تزويد الأردن بكميات الوقود اللازمة".

وكان الأردن يستورد 80 في المائة من حاجاته من الغاز المصري لإنتاج الكهرباء، أي 250 مليون قدم مكعب من الغاز المستورد يوميا.

ويرى المستشار الاعلامي في وزارة الطاقة، فايز قعايده، أنه إضافة
لانخفاض إمدادات الغاز المصري فإن ارتفاع أسعار النفط الخام عالمياً بنسبة
35 في المائة خلال العام الحالي زاد من قيمة الفاتورة النفطية.

ويستورد الأردن أغلب كمياته النفطية من السعودية إضافة إلى 10
آلاف برميل يومياً من العراق، ويتسبب انقطاع إمدادات الغاز المصري في رفع
استهلاك الأردن النفطي من 100 ألف برميل إلى 170 ألف برميل يومياً، بحسب
قعايده.

ويسعى الأردن إلى مضاعفة مستورداته من النفط العراقي من 10 آلاف
برميل يومياً إلى 30 ألف برميل وبسعر خصم 18 دولارا للبرميل. وأضاف قعايده
في حديث للشرفة "إن الأردن يسعى إلى تنويع خياراته في مزيج الطاقة الأولية
عبر الاعتماد على المصادر المحلية والخارجية الممكنة".

استحداث مصادر محلية للطاقة


وعلى صعيد المصادر المحلية، يظهر مشروع تطوير حقل الريشة الغازي
الذي تقوم بتنفيذه شركة بريتش بتروليوم العالمية ويعمل حالياً بطاقة
إنتاجية تصل إلى 21 مليون قدم مكعب يوميا. ويتوقع بموجب الاتفاقية الموقعة
بين الحكومة الأردنية والشركة في 2009، إنتاج بين 330 مليون قدم مكعب
ومليار قدم مكعب يوميا في السنوات المقبلة.

وإضافة إلى ذلك، تعمل أربع شركات عالمية على استثمار الصخر الزيتي لإنتاج النفط والكهرباء.

وقال قعايده إنه تم البدء بالسير في إجراءات لدراسة إنشاء مرافق
استيراد الغاز الطبيعي عبر البواخر في ميناء العقبة، حيث تتمكّن مثل هذه
المرافق من استيراد الغاز عبر عدة مصادر إقليمية وعالمية.

ويرى المحلل المالي عبد المنعم زعبي أن "مثل هذه المشاريع تعتبر
متوسطة وبعيدة المدى وتحتاج إلى سنوات لإتمامها والحل يدور حالياً في تسريع
العمل بزيادة الكميات المستوردة من العراق إضافة إلى التأمين على خطوط
الغاز المصري وإبرام اتفاقية جديدة بأسعار معدلة للغاز بين الطرفين".

من جانبه، لفت مدير تخطيط الانتاج في شركة الكهرباء الوطنية، أمين
زغل، إلى أن "محطات توليد الكهرباء تعتمد في حال انقطاع إمدادات الغاز
الطبيعي على زيت الوقود الثقيل والديزل، وبكلف أعلى من الغاز الطبيعي".

وأشار إلى أنه جرى استجرار الطاقة الكهربائية من مصر وسوريا لتخفيف الأعباء على محطات التوليد.

من جهته، قال مدير عام سلطة المصادر الطبيعية، الدكتور موسى زيود،
إنه يأمل أن يبدأ إنتاج النفط عبر استغلال خامات الصخر الزيتي خلال
السنوات الخمس المقبلة.

وأشار في حديث للشرفة إلى أن الحكومة ترتبط بثلاث اتفاقيات مع
شركات لغايات إنتاج النفط والكهرباء من الصخر الزيتي، وهي: شل العالمية
واستي انيرجي الاستونية وشركة الكرك الدولية للطاقة.